لا بد من التأكيد أن ظاهرة تعاطي التلاميذ للمخدرات بدأت تنتشر بقوة في المحيط المدرسي والبحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا الانتشار, يقودنا إلى تحديد مجموعة من العوامل, أولها المدرسة التي تعرف الآن نوعا من التراجع الوظيفي, فوظيفة المدرسة تتعرض يوميا للتراجع والإنتكاس, ثم هناك تراجع دور الأسرة, التي تحولت إلى مؤسسة بيولوجية فقط, تختص في تفريخ وانجاب الأطفال, وإلقائهم إلى الشارع دون أي حسيب أو رقيب . فالوظيفة التربوية والردعية للأسرة تعرضت للإغتصاب.
عامل آخر مرتبط بالتلميذ نفسه الذي يدمن المخدرات, فنحن نعلم أنه في سن معينة المراهقة, يبحث عن ذاته ويسعى إلى الإعلان عن هويته الجديدة, والتأكيد على أنه غادر عالم الطفولة وأنه يستحق تقيده في سجل الراشدين. ولذلك فهو يعلن عن هذا التحول والإنتماء بشتى الوسائل, وتحديدا بواسطة التدخين وتعاطي المخدرات.
ينبغي أن ندرك أن تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب مرتبط بالاختلال الذي تعرضت له منظومة القيم . فبعد أن كانت في الماضي عيبا وضعفا وانحرافا , أصبحت الآن دليلا على الرجولة والفتوة والرشد حتى أن التلميذ المتعاطي لا ينكر ذلك أمام زملائه ولا يتردد في محاولة إتباث ذلك بإخراج المخدرات من محفظته وتناولها أمام الملأ وتحريض زملائه على الإقتداء