السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قـــال تعالى :
وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا
قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)
فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) سورةالقصص
أختي في الله ,,
هل تأملتِ معي في قول الله تعالى ,,,
(( فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ))
هذه المرأة أتت موسى عليه السلام مع عدم علمها بشخصه ومن يكون موسى عليه السلام ..
ولكن أتت له فقط تُبلغه بدعوة أبيها لِيجزيه أجر ما سقى لهما ..
ومع ذلك !! هل أتته تتغنج وتتبختر , هل أتته بعباءةٍ مخصرةٍ وهي في كامل زينتها , هل أتته متعطرا ..
كلا والله ....... إنها أتته تمشي على استحياء ..
هل تعلمي ماذا تعني كلمة استحياء وماذا يعني حياء ؟
إن مما أصبح البعض لا يدركه أن الحياء شعبة من شعب الإيمان , وانه لا يأتي إلا بخير ,
هذا الحياء هو كالتاج المرصع بالجواهر , بل أثمن من ذلك حين ما تتحلى به الفتاة .
{ لا تقولي أن الزمان غير الزمان . }
# بل أنتِ أدركتِ عهد نبيكِ محمد عليه أفضلُ صلاةٍ وأزكى سلام #
أُخيتي ؛ ؛ تأملي قبل ذلك في الآية الكريمة
((قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ))
لم تزاحما الرعاء في سقيهم لأغنامهم بل انتظرتا حتى يُصدر الرعاء (( أي ينصرفوا عن الماء ))
إذاً .... ألا يكون لنا في هذه الآية الحق ,, وفي هذه المرأة عظة وعبرة ؟؟!!
فهناك فرقٌ كبير بينها وبين بعض فتيات هذا الزمان .
تتحدث بكل انطلاقة , وعلو صوتها بالضحكات , بل وتمازح من هم أجانب عنها : البائع أو السائق أو شاب لا يحق لها التعرف عليه ومصادقته ..
بل أصبحنا في زمنٍ غريب أن صرنا نرى بعض الفتيات من تتخذ لها صديق !!
تُحادثه وتشاطره حياتها الخاصة , وتبادله المشاعر الجياشة , وكأن مشاعرها جُعلتْ أُلعوبةً تلعبُ بها ..
وغير ذلك مما صرنا نراه في يومنا هذا من تبرج وسفور وعباءةٍ مخصرةٍ تمشي بها في الطُرقات مع تلك الروائح الفواحة
وهذه من قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم
"" صنفان من أهل النار لم أرهما رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس .. ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ""
رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم
"" أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية ""
بل حتى أتعجب من التي سمحت لنفسها أن تذهب وحدها تتجول في الأسواق والتجمعات دون محرم !!
ألا تخاف أن تُعرض نفسها للفتنة !! ؟؟
وهنا لا ألومها وحدها , بل لوليها النصيب الأكبر في هذا الخطاء
هل تذكرون تلك القصة التي حدثت في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام؟؟
حين أتت له المرأة السوداء تشتكي وتقول يا رسول الله إني اُصرع فا أتكشف
فقال لها صلى الله عليه وسلم إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة وإن شئتِ دعوت الله لكِ
قالت يا رسول أصبر و لكن يا رسول الله إني امرأة وإني أتكشف فادعوا الله لي أن لا أتكشف
تصبر حتى تنال الجنة !!!
نعم تصبر ومن منا لا يتمنى الجنة ...
ولكن هل أتنازل عن الحياء والحشمة ؟؟!!
سبحان الله ....قد لا تؤخذ على تكشفها لعلتها ومرضها ولكن !! الحياء غلب عليها وتخاف التكشف
فماذا عساي أن أقول في من هي ذات جمال وصحة , وتخرج في الأسواق والتجمعات , وتعصي الله بنعمه التي منَّ بها عليها
لماذا لا تُقدر الفتاة أنها جوهرة غالية بل أثمن من الجواهر.
لماذا لا تصون نفسها وجمالها , حتى تكون لرجل واحد فقط وهو من كتب الله لها بأن يكون زوجها
لا يتلاعب بعواطفها بل يحفظها ويصونها من عبث العابثين .
وكم تكون جميلة من تتصف بالحياء حتى من محارمها فكم من فتاة تخجل حتى من والديها.
ولكن !! الفتاة قد لا تستطيع أن تكون جوهرة مصونة دون أن يتوفر لها ....
أم صالحة وأب صالح يوجهان وينصحان و يجعل كل منهما البيت جنة تسير فيه نسمات الحب والاطمئنان
نسمات التوجيه والتربية السليمة التي تغرس في نفسها الاستقامة..
فأهم ما يجب عليهم زرعُها في النفس الخشية من الله لا زرع الخشية منهم
فمجرد أن يغيب إحداهما فلا شي يردعها سوا استشعارها مراقبة الله عز وجل لها.
وأيضا دور النصح والتوجيه لا يقتصر على البيت بل للمعلمة والداعية نصيب في ذلك
فلا يبخلان بالتوجيه والنصح والمصادقة قبل كل شي
هذا وأسال الرحمن الذي خلق النفس وسواها و ألهمها فجورها وتقواها
أن يجعل فتيات المسلمين مؤمنات عفيفات تقيات نقيات
هاديات للحق والصواب يسرن باستقامة في الحياة قبل الممات